إلى
رحمة الله
5 – العالم الجليل الشيخ
محمد فضل الرحمن الرحماني في ذمة الله
بقلم: الأستاذ محمد نوشاد القاسمي السهرساوي([i])
بعد حياةٍ حافلةٍ
بالخدمات النبيلة ومشوارٍ طويلٍ في خدمة العمل الإسلامي ولا سيما خدمة العلوم
الإسلامية انتقل إلى رحمة الله ـ عزوجل ـ العالم الجليل والمربي الخبير الشيخ محمد
فضل الرحمن الرحماني السهرساوي الرئيس الأسبق لهيئة التدريس وأستاذ الحديث
بالجامعة الإسلامية دارالعلوم حيدرآباد ـ الهند، وذلك في نحو الساعة التاسعة من
صباح الجمعة 4/2/1433هـ الموافق: 30/12/2011م.
كان
ـ رحمه الله ـ عالماً ذكياً وأستاذاً قديراً، ومن الأفراد القلائل الذين يقفون
حياتهم على خدمة الدين والعلم والأدب، وينقطعون إلى إرواء عطشى العلوم وإشباع
نهمهم العلمي وتكوينهم عقليّاً وفكرياً، فبوفاته فقدت الأمة الإسلامية عاملاً
مخلصاً في حقل التعليم والتربية وعلماً مضيئاً ظل سائراً على طريق التدريس
والتربية لمدةٍ طويلةٍ.
كان
من مواليد عام 1947م: عام الحبور والسرور وعام الحرية والاستقلال في تاريخ الهند،
وولد لأسرةٍ دينيةٍ كريمةٍ تجمع بين النسب الصديقي الأصيل والشرف العلمي الأثيل،
فكان أبوه الشيخ محمد يعقوب اشتهر بإتقان
حفظ القرآن الكريم وجودة تلاوته إلى صلاحه وتقواه وحسن خلقه، كما أن قريته
المباركة التي سميت ـ عن جدارة واستحقاق ـ بمبارك فور من مديرية «سهرسه» بولاية
بيهارـ الهند، قد سعدت بإنجاب العديد من الكبار الذين حظُوا بدويٍ شديدٍ في طول
البلاد وعرضها بمن فيهم: بطل الحرية الكبير الشيخ عبد الوحيد الرحماني (1885م ـ
1976م) مؤسس المدرسة الإسلامية المحمودية ـ مبارك فورـ سهرسه، والعالم الكبير
الداعية فضيلة الشيخ محمد اشتياق أحمد القاسمي، عضو المجلس الاستشاري لدارالعلوم
ديوبند حالياً، وفضيلة الشيخ محمد حفظ الرحمن الندوي الأستاذ بدارالعلوم ندوة
العلماء لكناؤ ـ الهند، والأديب فضيلة الشيخ محمد نثار أحمد الحصيري القاسمي
الأستاذ بدارالعلوم سبيل السلام حيدرآباد ـ الهند، ومن إليهم.
وظلت
القرية كذلك ذات صلةٍ مباشرةٍ بأعلام الهند وموضع اهتمامهم وعناياتهم، فتشرفت
بزياراتٍ متكررةٍ لكل من شيخ الإسلام المجاهد المغوار السيد حسين أحمد المدني رئيس
هيئة التدريس بجامعة ديوبند
(المتوفى:1377هـ=1957م) ومجاهد الملة الإسلامية في الهند الشيخ مولانا حفظ
الرحمن السيوهاروي، والمفتي الأعظم بارع العلم والمعرفة الشيخ محمد كفايت الله
الدهلوي(1292هـ ـ 1372هـ)، والفقيه النبيل مفخرة الهند الشيخ القاضي محمد مجاهد
الإسلام القاسمي (المتوفي: 1423هـ = 2002م) والشيخ الجريء لسان الأمة في عصره
السيد محمد منت الله الرحماني (المتوفى: 1411هـ = 1991م) وغيرهم .
وخاضت ـ واقفةً بجانبهم ـ معارك راميةً إلى
تحرير الهند من الاستعمار الغاشم وتكاتفت مع الجمعيات الإسلامية العاملة على تعزيز
الثقل الإسلامي في مستقبل الهند؛ بما في أبرزها جمعية العلماء لعموم الهند التي
قادت حركة تحرير البلاد وفكرة رفض تقسيمها إلى دولتين فثلاث، وعلى كل؛ فكان لهذه
القرية دور بارز في الجهود المخلصة لصالح البلاد والأمة.
دراسته:
تلقى
الدراسة الابتدائية في المدرسة الإسلامية المحمودية بمبارك فور من الأستاذ الصالح
المعروف الشيخ المقرئ محمد نذير أحمد ـ رحمه الله ـ ثم تولى تعليمه وتربيته خالُه
فضيلة الشيخ محمد عبد القدير القاسمي، وكان هو بدوره عالماً ضليعاً متمكناً في
علوم النحو والصرف والبلاغة، فذهب به إلى مديرية «آسنسول» في ولاية «بنغال»
الغربية ـ الهند؛ حيث كان يعمل مدرساً في إحدى المدارس ولم يكن هم خاله هناك سواه،
فانصرف لتعليمه وتربيته السليمة فرعاه رعايةً دقيقةً، ونشط مواهبه الفاترة، وغذى
عقله الصافي بالعلوم العربية وبعض الفقه والمعقول، وبقي هو الآخر طوع بنانه ورهن
إشارته، يطبق أوامره ويخضع لتوجيهاته ويتقن الكتب الدراسية؛ بحيث وقع لدى حسن ظن
خاله به؛ حتى ارتاح خاله لخلقه وسيرته واجتهاده، واطمأن إلى أنه غدا يقدر على أن
يجتاز المراحل الدراسية المقبلة مدفوعاً بعاطفة الشوق والطلب دونما عصا قائمة على
رأسه للتوجيه والتنبيه.
في الجامعة
الرحمانية متعلماً ومدرساً:
فصح
عزمه على أن يدخله الجامعة الشهيرة بالجامعة الرحمانية بمديرية «مونجير» بولاية
«بيهار» فالتحق هو بها في الصف الرابع العربي وتخرج فيها حائزاً شهادة الفضيلة في العلوم
الشرعية، وبذكائه واجتهاده البالغين جاز جميع الامتحانات بنجاحٍ باهرٍ وامتيازٍ
قياسيٍ استقطب إعجاب الأساتذة وجعله موضع ثقتهم، الأمر الذي دعا القائمين على
الجامعة ـ وعلى رأسهم فضيلة الشيخ محمد منت الله الرحماني(المتوفى1411هـ/1991م)
أميرالإمارة الشرعية بولاية بيهارـ إلى تعيينه مدرساً في الجامعة فور تخرجه فيها؛
ومما يثير الانتباه أن الجامعة الرحمانية آنذاك كانت ملتقى الأساتذة الأعلام
والنابهين ممن شهد لهم أهل الفضل بالبروز والنبوغ، فاختيارُ طالبٍ ـ مثله ـ حديث
عهدٍ بالتخرج ورائدٍ جديدٍ من رواد العلم والعرفان كمدرسٍ لهذه الجامعة ينم عما
كان يتمتع به من القدرات والكفاءات الكافية والمؤهلات العلميـة الكبيرة، فقد برز
هنا مدرساً موفقاً في التدريس، جيد التحضير للمواد وبارعاً في الطرح والالقاء؛ فما
إن مضى عامان فأكثر؛ حتى نبه ذكره واشتهر ثناؤه،
فرُقِّي إلى الدرجة العليا من الأساتذة؛ حتى نبا طبعه المقام، فترك الجامعة
وقبع في البيت.
عمله مدرساً في
الجامعة الإسلامية دارالعلوم حيدرآباد:
وفيما هو كذلك عادت تلك النواة التعليمية
والتربوية الأساسية التي غرسها الشيخ محمد حميد الدين عاقل
الحسامي(المتوفى1431هـ/2010م) في مدينة «حيدرآباد» لتكون دوحةً وارفة الظلال عذبة
الثمار عادت تلك النواة تتفتح عن ورق وساق، وأخذت طريقها إلى النمو والازدهار،
وكانت في أمس حاجةٍ إلى عالمٍ خبيرٍ بشؤون التعليم والتربية يحسن العناية بنظامها
التعليمي، ويدعم نهجها التربوي، ويعزز مسيرتها الدعوية، فعليه وقع نظر سعادة الشيخ
محمد رحيم الدين الأنصاري رئيس الجامعة الإسلامية دارالعلوم حيدرآباد ـ الهند ـ
وكم له من إسهاماتٍ بارزةٍ في تطوير الجامعة مادياً ومعنوياً منذ نشأتها حتى اليوم
ـ فأوفده إلى الجامعة باعتباره مدرساً فيها ومالبث أن جعله رئيس هيئة التدريس فيها.
لم يخب أمل الشيخ الأنصاري في شخصية الأستاذ
الرحماني؛ فقد وظف جميعَ مؤهلاته وخبراته في ترقية النظام، ولم يدخر وسعاً في
تحسين المنهج التعليمي والتربوي، فقد أجرى مراقبةً صارمة على مواعيد الحصص
الدراسية؛ حتى لم يسع أحداً من الأساتذة والطلبة أن يتخلف في حضور الفصول الدراسية
ولا أن يدرس أستاذ أقل من اللازم، ولا أن يمضي في التدريس فيما بعد الحصة، فما إن
كان دُقّ الجرس؛ حتى ساد جنبات الجامعة الهدوءُ والوقارُ، واكتظت الفصول بالطلاب،
كان الناس ـ عندما يزورون الجامعة ـ لا يرون سائماً ولا شارداً من الطلبة خارج الفصل،
فينبهرون بهذا النظام الدقيق، يحكي لنا رئيس الجامعة الشيخ محمد رحيم الدين
الأنصاري قصةً طريفةً في هذا الشان: ذات مرة زار الجامعة أديب العربية الموسوعي
الكبير والمربي العبقري النابغ الشيخ وحيد الزمان الكيرانوي (المتوفى
1415هـ/1995م) ـ وهو من هو في لطافة طبعه ونزاهة حسه ومرهف شعوره ومراعاة الآداب
الطبيعية والشرعية؛ حتى لكأن الآداب لديه فريضةٌ بعد الفريضة ـ فجال في أنحاء
الجامعة وتأثر بأناقة المباني وتألق النظام، فإذا هو يطرح سؤالاً: هل اليوم يوم
العطلة لديكم؟ قال رئيس الجامعة: كلا، ولم تقول ذلك؟ قال: فأين الطلاب إذاً ؟ فإني
لا أرى هنا ناطقاً ولا صامتاً ولا غادياً ورائحاً، أجيب: الدروس جارية في الفصول،
ومحظور على الطلاب أن يخرجوا منها مهما كانت الدواعي، قال: والله! إنه قمة في
النضوج التربوي والاكتمال التوعوي، ما وجدت له من نظير في مدارسنا، فبم قدرتم على
ذلك؟ قال رئيس الجامعة: هذا من فضل الله علينا ثم الفضل راجع إلى الأستاذ فضل
الرحمن الرحماني رئيس المدرسين لدينا، قصة رائعة دلت على مدى خبرته بالتربية
وسيطرته على النظام، فكان والله رجلاً مخلصاً عمل ـ بجد وإتقان ـ على تطوير المنهج
التعليمي والتربوي في الجامعة، وقد أثمرت جهود العاملين في الجامعة؛ فقد أضحت
الجامعة الإسلامية دارالعلوم حيدرآباد
ـ خلال أعوامٍ قليلةٍ ـ تضاهي المدارس القديمة التأسيس، ذات المستوى التعليمي
العالي، يقول الأستاذ الشيخ محمد أنصار القاسمي أستاذ الحديث الشريف بالجامعة: إن
الأستاذ فضل الرحمن الرحماني له إسهامٌ بارزٌ في تمتيع الجامعة بهذه الشعبية
الطيبة في حقل التعليم والتربية، فقد شهدت الجامعة خلال عهده انتعاشاً كبيراً عم
سائر نواحيها، وكان يقول الشيخ الرحماني بدوره: سخرت جميع مؤهلاتي التربوية
للجامعة الإسلامية دارالعلوم حيدرآباد ـ الهند؛ حتى بلغت بها ما كنت آمله أنا
والشيخ الحسامي وعملت على تحقيق ما قد حلم به الشيخ الحسامي وراء تأسيسها. بهذا
الجد والمثابرة أمضى اثني عشر عاماً في الجامعة، ثم انتقل إلى وطنه ليعيش بين
أفراد الأسرة هنيئاً.
في الجامعة
الإسلامية بهتكل:
لكن
القدر لم يرض له بذلك؛ فلم يلبث أن جاءته رسالة كريمة من قبل رئيس الجامعة
الإسلامية بهتكل بولاية كرناتكا ـ الهند، يرجوه خلالها ـ بإلحاح شديد ـ أن يتكرم
بمقدمه إلى الجامعة كأستاذٍ ومحدثٍ كبيرٍ فتفاءل بها خيراً ونزل على طلبه، وتفرغ
لتدريس الحديث الشريف لمدة خمسة أعوامٍ، ثم عاودته فكرة إمضاء الحياة بين الأبناء
والبنات، فمضى لسبيله إلى البيت؛ حتى يهنأ العيش ويطيب له الإقامة هناك.
في مدينة باڑﻫ:
ولكنه لم يُكتب له القرار في البيت؛ فانتهز
وجوده في البيت رئيس المدرسة الفيروزية ـ أكبر فورباڑﻫ
بمدينة بتنه ـ بيهار، وكانت المدرسة كتاباً صغيراً وكان رئيسها ذا همةٍ وطموحٍ
يغشاه كل وقت فكرة تطوير مدرسته من حيث المباني والمعاني، فرأى في شخصية الشيخ
الرحماني ما يحقق آماله وأحلامه فطمع في إرضائه، واعتذر الشيخ في أول أمره؛ لكن
الرجل ـ وكان لبقاً ـ أبى إلا أن يتقبل طلبه، ورفض كل الأعذار التي لاذ بها الشيخ
بتقديم الحلول المناسبة، فنزل هنا نزول الكرام، من سمع هذا الخبر كاد لا يصدقه،
عالمٌ كبيرٌ مثل الشيخ فضل الرحمن الرحماني كيف رضي بالبقاء بين الصغار يدرسهم
الكتب الموضوعة لتعريف الصغار بالحروف وما بينها من فروق في النطق والكتابة ؟ لم
يخلقه الله لذلك، إن هذا إلا رضىً بالدون، .... و ....، لكنه لم يلتفت إلى هذا
وذاك واضعاً في الاعتبار مبدأ الإخلاص وأن الله لا ينظر إلى المظاهر والأشكال؛
وإنما يعنيه عزائم القلوب ودوافعها إلى الأعمال، وقد تجلت هناك أهليته الإدارية،
فشهدت المدرسة خلال سنواتٍ عديدةٍ نهضةً شاملةً ونمواً مطرداً من حيث الشكل
والحقيقة، فكانت كتاباً وأصبحت مدرسةً شهيرة تعمل في تدريس العلوم الإسلامية إلى
الصف الرابع العربي(وفق ما نَصِفُه بالدرس النظامي) ثم لم يحصر نفسه في المدرسة
الضيقة؛ وإنما كان له احتكاكٌ مباشرٌ بالعامة، يدعوهم إلى الخير ويلقنهم المسائل،
ويؤصل فيهم المبادئ الإسلامية، كما أنه لم يتمتع في غيرها بما تمتع به هناك من
شعبيةٍ طيبةٍ وقبولٍ عامٍ بين الناس، فكان أهالي المدينة يفرشون في طريقه العيون،
ويفتحون له صدورهم الرحيبة، ويكرمونه إكراماً لائقاً بعالم مثله، وبهذه الشعبية
الكاسحة استطاع أن يمد المدرسة ما دياً ومعنوياً فأقام في المدرسة مبنىً كبيراً
ومسجداً واسعاً كل منهما يشف عن أناقة ذوقه ومدى إخلاصه في الدين، وأمضى بها بقية
حياته، وعاش ما عاش موفور الكرامة مرهوب الجانب مفضلاً ومبجلاً حتى أجاب داعي ربه
عن عمر يناهز 65 عاماً، إنا لله وإنا إليه راجعون.
هكذا أمضى حياةً كلها حركة وانطلاق، يقطع
شوطاً بعد شوطٍ في جادة التعليم والتربية، ويتنقل من مدرسةٍ إلى مدرسةٍ متقلباً
بين التدريس والإدارة. ومما يقر له كل معارفه أنه ظل أبي النفس عالي الهمة كريم
الخلق صريح القول، لا يتحمل الضيم ولا الهوان، ولم يكدر المروءةَ وصفاءَ الطبيعة
بالمجاملة والتزوير، ولا يبالي في بيان الحق: على من وقع قوله أو قد يلومه لائم.
قد
يكون له زلات وهنات، غفرها الله له، ومن ذا الذي ما ساء قط؟ فكلٌ فيه صفاء
وكَدَرٌ، ولا أزكي على الله أحدًا فهو أعلم بأحوال عباده؛ ولكنه كان رجلاً طيباً وعالماً
مغبوطاً وضع الله له القبول العام في الناس، و رغم كونه لم يُعْرَفْ كاتباً أو
قائداً أو خطيباً اجتمعت الصحف الأردية والهندية في ولاية بيهارـ إثر وفاته ـ على
تغطية نبأ وفاته ونشره والإشادة بخدماته وأخذ انطباعات العلماء عنه واعتبار وفاته
فراغاً علمياً هائلاً، كما أن العلماء هبوا يعلقون على شخصيته وما يتمتع به من
مؤهلاتٍ علميةٍ وماتركه من انعكاساتٍ بارزةٍ في كل مدرسةٍ مارس فيها التدريس
والإدارة، ولديّ الكثير من تعليقات العلماء، أجتزئ بذكر واحدٍ منها:
يقول
العالم البارز فضيلة الشيخ السيد محمد ولي الرحماني رئيس الجامعة الرحمانية
مونغير: إن الشيخ محمد فضل الرحمن الرحماني خدم الدين والعلوم الإسلامية أعواماً
طوالاً، فوفاته وفاة عالمٍ جليلٍ وأستاذٍ قديرٍ، ووفاة رجلٍ مخلصٍ في الدين ووفيٍّ
له إلى أبعد الحدود، لا تزال تُذكرُ جهوده المتصلة وخدماته العظيمة في حقل التعليم
والتربية (بإيجاز) (صحيفة راشتريه سهارا اليومية الأردية الصادرة من «بتنه»
بتاريخ: 2/1/2012م)
خلف وراءه بنتاً ـ وهي الكبرى ـ
وأربعة بنين، كلهم يتمتعون ـ ولله الحمد ـ بهناءة العيش ورغادة الحياة.
تقبل
الله صالح أعماله وأقال عثراته وأدخله فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر
والسلوان.